فصل اختلف أصحاب المسيح عليه السلام بعد رفعه إلى السماء
اختلف أصحاب المسيح عليه السلام بعد رفعه إلى السماء فيه على أقوال ، كما قاله ابن عباس وغيره من أئمة السلف كما أوردناه عند قوله :" فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ".
قال ابن عباس وغيره : قال قائلون منهم : كان فينا عبد الله ورسوله فرفع إلى السماء . وقال آخرون : هو الله . وقال آخرون هو ابن الله .
فالأول هو الحق والقولان الآخران كفر عظيم ، كما قال :" فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ".
وقد اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل ما بين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل .
ثم بعد المسيح بثلاثمائة سنة حدثت فيه الطامة العظمى والبلية الكبرى اختلف البتاركة الأربعة وجميع الأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين في المسيح على أقوال متعددة لا تنحصر ولا تنضبط ، واجتمعوا وتحاكموا إلى الملك قسطنطين باني القسطنطينية وهم الجمع الأول ، فصار الملك إلى قول أكثر فرقة اتفقت على قول من تلك المقالات ، فسموا الملكية ودحض من عداهم وأبعدهم ، وتفردت الفرقة التابعة لعبد الله بن أريوس الذي ثبت على أن عيسى عبد من عباد الله ورسول من رسله فسكنوا البراري والبوادي وبنوا الصوامع والديارات والقلايات ، وقنعوا بالعيش الزهيد ولم يخالطوا أولئك الملل والنحل وبنت الملكية الكنائس الهائلة ، عمدوا إلى ما كان من بناء اليونان فحولوا محاريبها إلى الشرق وقد كانت إلى الشمال إلى الجدي .