{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ(1)أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَءامنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ(2)}
{الر} إشارة إلى أن هذا الكلام البليغ المعجز، مكوّن من جنس الأحرف التي يتكون منها كلامكم، فمن هذه الحروف وأمثالهم تتألف آيات الكتاب الحكيم، وهي في متناول أيديهم ثم يعجزون عن الإتيان بمثل آية واحدة منه {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} أي هذه آيات القرءان المُحْكم المبين الذي لا يدخله شك، ولا يعتريه كذب ولا تناقض .
{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} أي أكان عجباً لأهل مكة إيحاؤنا إلى رجلٍ منهم هو محمد عليه السلام؟ والهمزة للإنكار أي لا عجب في ذلك فهي عادة الله في الأمم السالفة أوحى إلى رسلهم ليبلغوهم رسالة الله {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} أي أوحينا إليه بأن خوِّف الكفار عذاب النار {وَبَشِّرِ الَّذِينَءامنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي وأنْ بشِّرٍ المؤمنين بأنَّ لهم سابقةً ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموا من صالح الأعمال .
{قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} أي ومع وضوح صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإعجاز القرءان، قال المشركون: إنَّ محمداً لساحرٌ ظاهر السحر، مبطلٌ فيما يدَّعيه قال البيضاوي: وفيه اعترافٌ بأنهم صادفوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً خارقة للعادة، معجزة إيّاهم عن المعارضة، وهو اعتراف من حيث لا يشعرون بأن ما جاء به خارجٌ عن طوق البشر.