{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58)}
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} خطابٌ لجميع البشر أي قد جاءكم هذا القرءان العظيم الذي هو موعظةٌ لكم من خالقكم {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} أي يشفي ما فيها من الشك والجهل {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي وهداية من الضلال ورحمة لأهل الإِيمان قال الزمخشري: المعنى قد جاءكم كتابٌ جامعٌ لهذه الفوائد العظيمة من الموعظة، والتنبيه على التوحيد، ودواء الصدور من العقائد الفاسدة، ودعاء إلى الحق، ورحمة لمن آمن به منكم {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} قال ابن عباس: فضل الله القرءان، ورحمته الإِسلام والمعنى ليفرحوا بهذا الذي جاءهم من الله، من القرءان والإِسلام، فإِنه أولى ما يفرحون به {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} أي هو خيرٌ مما يجمعون من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية، والنعيم الزائل، فإِن الدنيا بما فيها لا تساوي جناح بعوضة كما ورد به الحديث الشريف.