أحداث اللقاء الأول في أرض تبوك
حدثنا سعد بن أوس عن السرية التي أنفذها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع يزيد بن أبي سفيان وربيعة بن عامر قال: قد اجتمعا بعساكر الروم في أرض تبوك مع البطاليق وهزمهم الله تعالى على أيدينا وكان جملة من قتل منهم ألفًا ومائتين ومن قتل من المسلمين مائة وعشرين رجلًا.
قال: وإن القوم لما انهزموا قال لهم جرجيس وهو أخو المقتول: يا ويلكم بأي وجه ترجعون إلى الملك وقد عملوا فينا عملًا ذريعًا وملئوا الأرض من قتلانا ولا أرجع حتى أخذ بثأر أخي أو ألحق به.
قال: واجتمع القوم وسمعوا منه ذلك ورجع بعضهم إلى بعض وعادوا إلى القتال فلما استقروا في خيامهم بعثوا رجلًا من العرب المتنصرة اسمه القداح وقالوا له: امض إلى بني عمك وقل لهم يبعثوا إلينا رجلًا من كبارهم وعقلائهم حتى ننظر ما يريدون منا.
قال: فركب القداح جواده وأقبل نحو جيش المسلمين فلما رأوه مقبلًا إليهم استقبله رجال من الأوس وقالوا له: ماذا تريد.
قال لهم: إن البطارقة يريدون رجالًا من عقلائكم ليخاطبوهم فيما يريد الله من صلاح شأن الجمعين.
قال فأخبروا يزيد بن ربيعة بما قال المتنصر.
فقال ربيعة بن عامر: أنا أسير إلى القوم.
.
فقال يزيد: يا ربيعة أنا أخاف عليك من القوم لأنك قد قتلت كبيرهم بالأمس.
فقال ربيعة {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [التوبة: 1]. وإني أوصيك والمسلمين أن تكون همتكم عندي فإذا رأيتم القوم غدروا بي فاحملوا عليهم