قال ابو هريرة في المسند الصحيح لمسلم :-
((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا : نعم . يا
رسول الله ! قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق .
فإذا جاؤها نزلوا . فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم . قالوا : لا إله
إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها . قال ثور (أحد رواة الحديث) :
لا أعلمه إلا قال : الذي في البحر . ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله
والله أكبر . فيسقط جانبها الآخر . ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله
والله أكبر . فيفرج لهم . فيدخلوها فيغنموا . فبينما هم يقتسمون المغانم ،
إذ جاءهم الصريخ فقال : إن الدجال قد خرج . فيتركون كل شيء ويرجعون))
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2920
من يفتح القسطنطينية في المرة الثانية ؟
ورد في الحديث السابق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم « يغزوها سبعون
ألفاً من بني إسحاق » والروم من بني اسحاق لإنهم من سلالة العيص بن إسحاق
بن إبراهيم الخليل عليهما السلام .
فكيف يكون فتح القسطنطينية على أيديهم ؟
قال القاضي عياص : « كذا هو في جميع أصول « صحيح مسلم » : من بني اسحاق
وقال ابن كثير إنّ هذا الحديث : «
يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان ، ولعل فتح القسطنطينية يكون على أيدي طائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم ، أنه يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق »
قال يوسف الوابل : « ويدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان حديث أبي
هريرة الوارد في قتال الروم وفيه أن الروم يقولون للمسلمين « خلَّو بيننا
وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله لا نخلّي بينكم
وبين اخواننا » فالروم يطلبون من المسلمين أن يتركوهم يقاتلون من سُبي
منهم ، لأنهم أسلموا فيرفض المسلمون ذلك ، ويبنون للروم أن من أسلم منهم
فهو من إخواننا لا نسلمه لأحد ، وكون غالب جيش المسلمين ممن سبي من الكفار
ليس بمستغرب »
ويؤيد كون هذا الجيش الذي يفتح القسطنطينية من بني إسحاق أن جيش الروم
يبلغ عددهم قريباً من ألف ألف ، فيقتل بعضهم ، ويسلم بعضهم ويكون من أسلم
مع جيش المسلمين الذي يفتح القسطنطينية.
وقال أحمد شاكر رحمة الله : « فتح القسطنطينية المبشر به في الحديث سيكون
في مستقبل قريب أو بعيد يعلمه الله عز وجل وهو الفتح الصحيح لها ... وأما
فتح الترك الذي كان قبل عصرنا هذا ، فإنه كان تمهيداً للفتح الأعظم ...
وسيعود الفتح الإسلامي لها إن شاء الله كما بشر به الرسول (صلى الله عليه
وسلم).