امير الاسلام المدير العام
عدد الرسائل : 2761 العمر : 29 العمل/الترفيه : طالب اعدادي تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: يقول المثل الفلسطيني : اربط الحمار حيث يريد صاحبه الخميس نوفمبر 06, 2008 4:16 pm | |
| هيك الناس "حديث مع والدي"
بقلم مفيد مهنا
مقدمة الكتاب:
"اسمع مني ولا تصدقني" إذا قلت لك أخي القارئ، أنني لا أستحسن المقدمات أو "لت" الحكي خاصة وأن "بصلتي محروقة" على إنهاء الموضوع قبل "ربط الحمار حيث يريد صاحبه". وعليه ستصدم أخي القارئ بمواقع مبهمة ولم تفهم ماذا أقصد فتجمل بالصبر وامسحها بدقني و..
ومنذ سنوات السبعين الأولى وخلال فترات متقاربة أو متباعدة قمت بنشر الكثير من الموضوعات والنقاشات والقصص.. في الجرائد والمجلات المحلية وجد بعضها طريقه إلى أكثر من مجلة أو كتاب أو إذاعة في خارج البلاد...
وتجدني أيها القارئ الكريم أبدأ هذا الكتاب بإحداها وأختتمه بمثلها ومن حقي أن "اجخ"، ولو مرة، إن أكثر من أستاذ في مدرسة أو معهد أكاديمي ناقش مع طلابه وطالباته موضوع ربط المثل الشعبي بالسياسة والأدب والتراث اجتمع معظمها - كما قالوا لي – في بعض ما كتبت .
"الحاصلو" وقبل أن تقولوا لي "إي لفها عاد" فلا بأس أن تعرفوا بأني قمت بإطلاق سراح بعض ٍٍ مما تم تقييد إقامته في البيت، وكذلك بإعادة كتابة وترتيب وتهذيب وتجديد قسم مما نشرته آملا ان أكون قد وفقت في هذه التجربة.
حديث مع والدي
في كتابه: الدروز في ظل الاحتلال الاسرائيلي الصادر في بيروت سنة 1975 يقول الكاتب غالب أبو مصلح:
ويبقى أسلوب الطرح الأدبي لقضية الأرض أكثر قدرة على التعبير الشامل من الأحداث المتفرقة والوقائع المعزولة بعضها عن بعض. وقد اختار مفيد مهنا (شاب درزي من البقيعة) أسلوباً قصصياً لشرح طريقة نهب أراضي العرب عامة والدروز بشكل خاص. فكتب تحت عنوان "حديث مع والدي" حواراً هذا بعضه:
"ماذا تريد منه قال شخص يجلس خلفي في الباص للشرطي الذي أخذ يشتمني عندما قلت له انني عربي كامل لا ينقصني شيء، وذلك رداً على شتيمته بأنني (حتيخَت عربي) "شقفة عربي". قذفها في وجهي لانني احتججت على طريقة تفتيش حاجياتي؟
و....... وتركني الشرطي فصافحني الرجل وعرفني الى نفسه. وذكرني بالصداقة المتينة التي كانت بيننا أيام حكم الانتداب البريطاني، ونزل في أول محطة وقف عليها الباص وهو يقول "سأزورك في البيت" (ثم يعود هذا "الصديق" مع أحد سماسرة الأرض الذي يعمل مع الكيرن كايمت واسمه عبد الغني الذي يصفه فيقول) "جلس على كرسي من الخشب أخذ يئن تحت ثقل كرشه... وأخرج عبد الغني من جيب قنبازه سبحة... وبعد برهة قال: حصل لي الشرف بالتعرف عليك.. وستبدأ بيننا صداقة متينة اذا ساعدتنا، فالموضوع مهم والمساعدة ليست مجانية الحكومة تريد أخذ أرض "رأس عباد " (منطقة زراعية صادرتها اسرائيل من أهالي قرية البقيعة) والأخ سعيد يعرف كيف صودرت أرض من تَمنّع عن بيع أرضه في الخيط (منطقة زراعية صادرتها اسرائيل من أهالي بيت جن) الحكومة تريد الأرض وهي التي أرسلتنا... ومقابل كل صفقة تدبرها تنال مبلغاً من المال نتفق عليه، هذا وسنرخص لك ولمن تريد مسدسات، العمل ليس صعباً وطرق الحصول على موافقة البيع عديدة".
"هنا قاطعه سعيد وقال: شخص في بلدّنا بيت جن، اراد شراء سيارة نقل فقلنا له هات عشرين هوية يوافق أصحابها على بيع أراضيها في الخيط... في حرفيش وفي المغار وفي كل مكان نوت الحكومة الاستيلاء على الأرض تم لها ذلك".
"تأكدت ان عبد الغني عبد السُلطة، وصديقي القديم سعيد يساعده في نشاطه. فلم أجاملهما وقلت: الحكومة حرشت معظم اراضينا بحجة المحافظة على جمال الطبيعة وسلبت البعض الآخر بحجة الأمن، واليوم تلاحقنا على مصدر لقمة "العيش" أجاب عبد الغني وهو يعيد السبحة الى جيبه: لا يا ابو علي الحكومة ليست مُذنبة، فهذه قوانين وهي تنفذها، وهذه المرة سندفع مقابل ما نأخذه من أرض".
"قلت المهم انها تريد الاستيلاء على أراضينا ليس مهماً بأية طريقة، والا فلماذا أرسلتكم".
"قال سعيد موجهاً الكلام الى عبد الغني: ابو علي عربي قُح... المسألة ليست مسألة قُح أو غيره، أنا انسان لا يمكن أن اتآمر على أهل بلدي، بل أنا مع أهل بلدي على من يتآمر عليهم. قلت هذا وعيناي معلقتان بعبد الغني".
"فقال عبد الغني: أتعتقد اننا لن نجد غيرك اذا رفضت أنت مساعدتنا مع ان هذا العمل سيدر عليك ربحًا وفيرا... وخرجوا مكسوفين ولكنهم يا ولدي نجحوا مع ذلك في الاستيلاء على أراضينا.. والذنب لم يكن ذنب حمود الذي ساعدهم، مع انه مذنب أمام أهل القرية، بل ذنب الحكومة. ولو لم تكن تريد الاستيلاء على الأرض لما طلبوا من حمود او غيره مساعدتهم. ومساحات كبيرة صادرتها دون أن تطلب من أحد مساعدتها. فعلى يمينك أرض جارنا حمدان الذي رفضوا توظيف ابنه مدرساً الا اذا وافق على بيع أرضه، وهذه قطعة أدعت الحكومة انها املاك الدولة.. وبيت الدجاج ذاك المُضاء بالكهرباء اقيم على أرض خالك التي أخذوها منه بالقوة، وبيت خالك ما زال بدون كهرباء الى اليوم. وابى أبو يوسف الا ان يزرع أرضه كل سنة لكنهم كانوا يتركون دوابهم في زرعه فأضطر الى ان يبيع الأرض ويقبل بالتعويض، أما هذه القطعة التي ورثتها عن جدك، وجدك ورثها عن أبيه، فقد رفضت أن "أرفع" يدي عنها متحدياً كل ارهاب وملاحقة فضربوا السياج حولها ومنعونا من الدخول اليها وأصبحت ملكاً للدولة".
* * *
في هذه القصة الواقعية استطاع الكاتب ان يطرح بعض أساليب الاغراء والتهديد والابتزاز والقهر التي تتبعها السلطات الاسرائيلية في نهب الأرض.
| |
|