منتديات انوار الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات انوار الاسلام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بطولة نساء المسلمين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ساكن الروح
المراقب العام
المراقب العام
ساكن الروح


ذكر عدد الرسائل : 252
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

بطولة نساء المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: بطولة نساء المسلمين   بطولة نساء المسلمين I_icon_minitimeالسبت يوليو 05, 2008 4:58 pm

بطولة نساء المسلمين

ثم إنه سار في ألف فارس جريدة وبعث العسكر كله إلى أبي عبيدة مخافة أن يلحقهم وردان بجيوشه فسار القوم وتوجه خالد بمن معه في طلب المأسورات وقد قال‏:‏ حدثني سعيد بن عمر عن سنان بن عامر اليربوعي قال‏:‏ سمعت حبيب بن مصعب يقول‏:‏ لما اقتطعوا من ذكرنا من نساء العرب سار بهم بطرس أخو بولص إلى أن نزل بهم إلى النهر الذي ذكرناه ثم قال بطرس‏:‏ أنا لا أبرح من ههنا حتى أنظر ما يكون من أمر أخي ثم إنه عرض عليه النساء المأسورات فلم يعجبه منهن إلا خولة بنت الأزور أخت ضرار‏.‏

قال بطرس‏:‏ هذه لي وأنا لها لا يعارضني فيها أحد فقال له أصحابه‏:‏ هي لك وأنت لها‏.‏

قال وكل من سبق إلى واحدة يقول هي لي حتى قسموا الغنيمة على ذلك ووقفوا ينتظرون ما يكون من أمر بولص وأصحابه وكان في النساء عجائز من حمير وتبع من نسل العمالقة والتتابعة وكن قد اعتدن ركوب الخيل فقالت لهن خولة بنت الأزور‏:‏ يا بنات حمير بقية تبع أترضين بأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكن عبيدًا لأهل الشرك فأين شجاعتكن وبراعتكن التي نتحدث بها عنكن في أحياء العرب ومحاضر الحضر ولا أراكن إلا بمعزل عن ذلك وإني أرى التقل عليكن أهون من هذه المصائب وما نزل بكن من خدمة الروم الكلاب‏.‏

فقالت عفرة بنت غفار الحميرية‏:‏ صدقت ووالله يا بنت الأزور نحن في الشجاعة كما ذكرت وفي البراعة كما وصفت لنا المشاهد العظام والمواقف الجسام ووالله لقد اعتدنا ركوب الخيل وهجوم الليل غير أن السيف يحسن فعله في مثل هذا الوقت وإنما دهمنا العدو على حين غفلة وما نحن إلا كالغنم فقالت خولة‏:‏ يا بنات التبابعة والعمالقة خذوا أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب ونحمل بها على هؤلاء اللئام فلعل الله ينصرنا عليهم أو نستريح من معرة العرب فقالت عفرة بنت غفار والله ما دعوت إلا ما هو أحب إلينا مما ذكرت ثم تناولت كل واحدة عمودًا من أعمدة الخيام وصحن صيحة واحدة وألقت خولة على عاتقها عمود الخيمة وسعت من ورائها عفرة وأم أبان بنت عتبة وسلمة بنت زارع ولبنى بنت حازم ومزروعة بنت عملوق وسلمة بنت النعمان ومثل هؤلاء رضي الله عنهن‏.‏

فقالت لهن خولة‏:‏ لا ينفك بعضكن عن بعض وكن كالحلقة الدائرة ولا تتفرقن فتملكن فيقع بكن التشتيت وحطمن رماح القوم واكسرن سيوفهم‏.‏

قال فهجمت خولة أمامهن فأول ما ضربت رجلًا من القوم على هامته بالعمود فتجندل صريعًا والتفت الروم ينظرون ما الخبر فإذا هم بالنسوة وقد أقبلن والعمد بأيديهن فصاح بطريق‏:‏ يا ويلكن ما هذا فقالت عفرة‏:‏ هذه فعالنا فلنضربن القوم بهذه الأعمدة ولا بد من قطع أعماركم وانصرام آجالكم يا أهل الكفر‏.‏

قال فجاء بطرس وقال‏:‏ تفرقوا عن النسوة ولا تبذلوا فيهن السيوف ولا أحد منكم يقتل واحدة منهن وخذوهن أسارى ومن وقع منكم بصاحبتي فلا ينلها بمكروه فتفرق القوم عليهن وحدقوا بهن من كل جانب وراموا الوصول إليهن فلم يجدوا إلى ذلك سبيلًا ولم تزل النساء لا يدنو إليهن أحد من الروم إلا ضربن قوائم فرسه قال الواقدي‏:‏ ولقد بلغني أن النسوة قتلن ثلاثين فارسًا من الروم فلما نظر بطرس إلى ذلك غضب غضبًا شديدًا وترتجل وترجلت أصحابه نحو النساء والنساء يحرض بعضهن بعضًا ويقلن متن كرامًا ولا تمتن لئامًا وأظهر بطرس رأسه وتلهفه عندما نظر إلى فعلهن ونظر إلى خولة بنت الأزور وهي تجول كالأسد وتقول‏:‏ نحن بنات قبع وحمير وضربنا في القوم ليس ينكر لأننا في الحرب نار تسعر اليوم تسقون العذاب الأكبر قال‏:‏ فلما سمع بطرس ذلك من قولها ورأى حسنها وجمالها قال لها‏:‏ يا عربية أقصري عن فعالك فإني مكرمك بكل ما يسرك أما ترضين أن أكون أنا مولاك وأنا الذي تهابني أهل النصرانية ولي ضياع ورساتيق وأموال ومواش ومنزلة عند الملك هرقل وجميع ما أنا فيه مردود إليك أما ترضين أن تكوني سيدة أهل دمشق فلا تقتلي نفسك فقالت له‏:‏ يا ملعون ويا ابن ألف ملعون والله لئن ظفرت بك لأقطعن رأسك والله ما أرضى بك أن ترعى لي الإبل فكيف أرضاك أن تكون لي كفؤا‏.‏

قال فلما سمع كلامها حرض أصحابه على القتال وقال‏:‏ أترون عارًا أكبر من هذا في بلاد الشام أن النسوة غلبنكم فاتقوا غضب الملك قال فافترق القوم وحملوا حملة عظيمة وصبر النساء لهم صبر الكرام فبينما هم على ذلك إذ أقبل خالد بن الوليد رضي الله عنه ومن معه من المسلمين ونظروا إلى الغبار وبريق السيوف فقال لأصحابه‏:‏ من يأتيني بخبر القوم فقال رافع بن عميرة الطائي‏:‏ أنا آتيك به قال ثم أطلق جواده حتى أشرف على النسوة وهن يقاتلن قتال الموت‏.‏

قال‏:‏ فرجع وأخبر خالدًا بما رأى فقال خالد‏:‏ لا أعجب من ذلك إنهن من بنات العمالقة ونسل التبابعة وما بينهن وبين تبع إلا قرن واحد وتبع بن بكر بن حسان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره وشهد له بالرسالة قبل أن يبعث وقال‏:‏

شهدت بأحمد أنه رسول ** من الله بارئ كل النســم

وأمته سميت في الزبور ** بأمة أحمد خير الأمـــم

فلو مد عمري إلى عصره ** لكنت وزيرًا له وابن عم

بطولة النساء

قال الواقدي‏:‏ قال خالد‏:‏ لا تعجب يا رافع واعلم أن هؤلاء النسوة لهن الحروب المذكورات والمواقف المشهورات وإن يكن فعلهن ما ذكرت فلقد سدن على نساء العرب إلى آخر الأبد وأزلن عنهن العار فتهللت وجوه الناس فرحًا ووثب ضرار بن الأزور عندما سمع كلام رافع‏.‏

فقال خالد‏:‏ مهلًا يا ضرار ولا تعجل فإنه من تأنى نال ما تمنى فقال ضرار‏:‏ أيها الأمير لا صبر لي عن نصرة بنت أبي وأمي فقال خالد‏:‏ قد قرب الفرج إن شاء الله تعالى ثم إن خالدًا وثب ووثب أصحابه وقال‏:‏ معاشر الناس إذا وصلتم إلى القوم فتفرقوا عليهم وأحدقوا بهم فعسى أن يخلص حريمنا فقالوا‏:‏ حبًا وكرامة‏.‏

ثم تقدم خالد‏.‏

قال فبينما القوم في قتال شديد مع النسوة إذ أشرفت عليهم المواكب والكتائب والأعلام والرايات فصاحت خولة‏:‏ يا بنات التبابعة قد جاءكم الفرج ورب الكعبة‏.‏

ونظر بطرس إلى الكتائب المحمدية وقد أشرفت فخفق فؤاده وارتعدت فرائصه وأقبل القوم ينظر بعضهم بعضًا‏.‏

قال فصاح بطرس‏:‏ يا معاشر النسوة إن الشفقة والرحمة قد دخلت في قلبي لأن لنا أخوات وبنات وأمهات وقد وهبتكن للصليب‏.‏

فإذا قدم رجالكن فأخبرنهم بذلك‏.‏

ثم عطف يريد الهرب إذ نظر إلى فارسين قد خرجا من قلب العسكر أحدهما قد تكمى في سلاحه والآخر عاري الجسد وقد أطلقا عنانهما كأنهما أسدان‏.‏

وكانا خالدًا وضرارًا فلما رأت خولة أخاها قالت له‏:‏ إلى أين يا ابن أمي أقبل‏.‏

فصاح بها بطرس‏:‏ انطلقي إلى أخيك فقد وهبتك له‏.‏

ثم ولى يطلب الهرب‏.‏

فقالت له خولة وهي تهزأ به‏:‏ ليس هذا من شيم الكرام تظهر لنا المحبة والقرب‏.‏

ثم تظهر الساعة الجفاء والتباعد وخطت نحوه‏.‏

فقال‏:‏ قد زال عني ما كنت أجد من محبتك‏.‏

فقالت له خولة‏:‏ لا بد لي منك على كل حال‏.‏

ثم أسرعت إليه وقد قصده ضرار‏.‏

فقال له بطوس‏:‏ خذ أختك عني فهي مباركة عليك وهي هدية مني إليك‏.‏

فقال له الأمير ضرار‏:‏ قد قبلت هديتك وشكرتها وإني لا أجد لك على ذلك إلا سنان رمحي فخذ هذه مني إليك‏.‏

ثم حمل عليه ضرار وهو يقول‏:‏ ‏{‏وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 86‏]‏‏.‏ ثم همهم إليه بالطعنة ووصلت إليه خولة فضربت قوائم فرسه فكبا به الجواد ووقع عدو الله إلى الأرض فأدركه ضرار قبل سقوطه وطعنه في خاصرته فأطلع السنان من الجانب الآخر فتجندل صريعًا إلى الأرض لصاح به خالد‏:‏ لله درك يا ضرار هذه طعنة لا يخيب طاعنها‏.‏

ثم حملوا في أعراض القوم وجميع المسلمين معهم فما كانت إلا جولة جائل حتى قتل من الروم ثلاثة آلاف رجل‏.‏

قال حامد بن عامر اليربوعي‏:‏ لقد عمدت لضرار بن الأزور في ذلك اليوم ثلاثين قتيلًا وقتلت خولة خمس وعفراء بنت غفار الحميرية أربعة‏.‏

قال وانهزم بقية القوم ولم يزالوا في أدبارهم والمسلمون على أثرهم إلى أن وصلوا إلى دمشق فلم يخرج إليهم أحد بل زاد فزعهم واشتد الأمر عليهم ورجع المسلمون وجمعوا الغنائم والخيل والسلاح والأموال ثم قال خالد‏:‏ الحقوا بأبي عبيدة لئلا يكون وردان وجيوشه قد لحقوا به فسار ضرار والقوم وقيل‏:‏ جعل ضرار رأس البطريق على سنان رمحه ولم يزل القوم سائرين إلى أن لحقوا بأبي عبيدة في مرج الصفر وقد تخفف أبو عبيدة حتى أشرف المسلمون عليه فكبر وكبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعه المسلمون‏.‏

فلما اجتمع الناس سلم بعضهم على بعض ورأوا المأسورات وقد خلصن وأخبر خالد أبا عبيدة بما فعلت خولة وعفرة وغيرهن من الصحابة فاستبشر بنصر الله وعلموا أن الشام لهم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://muhand-nor.yoo7.com/
امير الاسلام
المدير العام
المدير العام
امير الاسلام


ذكر عدد الرسائل : 2761
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالب اعدادي
تاريخ التسجيل : 27/06/2008

بطولة نساء المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: بطولة نساء المسلمين   بطولة نساء المسلمين I_icon_minitimeالخميس يوليو 24, 2008 9:09 pm

مشكور ونتمنى منك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://anwarislam.mam9.com
 
بطولة نساء المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات انوار الاسلام :: الاقسام الاسلامية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: