* سورة الزمر مكية، وقد تحدثت عن "عقيدة التوحيد" بالإِسهاب، حتى لتكاد تكون هي المحور الرئيسي للسورة الكريمة لأنها أصل الإِيمان، وأساس العقيدة السليمة، ومنبع كل عمل صالح.
* ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن "المعجزة الكبرى" الدائمة الخالدة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأمرت الرسول صلى الله عليه وسلم بإِخلاص الدين لله، وتنزيهه جل وعلا عن مشابهة المخلوقين، وذكرت شبهة المشركين في عبادتهم للأوثان واتخاذهم شفعاء، وردَّت على ذلك بالدليل القاطع.
* ثم ذكرت الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين، في إبداعه لخلق السماوات والأرض، وفي ظاهرة الليل والنهار، وفي تسييره للشموس والأقمار، وفي خلق الإِنسان في أطوار في ظلمات الأرحام، وكلُّها براهين ساطعة على قدرة الله ووحدانيته.
* وتناولت السورة موضوع العقيدة بوضوح وجلاء، وكشفت عن مشهد الخسران المبين للكفرة المجرمين في دار الجزاء، حيث يذوقون ألوان العذاب، وتغشاهم ظلل من النار من فوقهم ومن تحتهم.
* وذكرت السورة مثلاً يوضّح الفارق الكبير بين من يعبد إلهاً واحداً، ومن يعبد آلهةً متعددة لا تسمع ولا تستجيب، وهو مثلٌ للعبد الذي يملكه شركاء متخاصمون، والعبد الذي يملكه سيد واحد، ثم ذكرت حالة المشركين النفسية عندما يسمعون توحيد الله تنقبض قلوبهم، وإِذا سمعوا ذكر الطواغيت هشُّوا وبشُّوا.
* ثم جاءت الآيات طريَّة نديَّة تدعو العباد إلى الإِنابة لربهم، والرجوع إليه، قبل أن يداهمهم الموت بغتة، أو يفاجئهم العذاب من حيث لا يشعرون، وحينئذٍ يتوبون ويندمون في وقتٍ لا تنفع فيه توبة ولا ندم.
* وختمت السورة الكريمة بذكر نفخة الصعق، ثم نفخة البعث والنشور، وما يعقبهما من أهوال الآخرة وشدائدها، وتحدثت عن يوم الحشر الأكبر، حيث يساق المتقون الأبرار إلى الجنة زمراً، ويساق المجرمون الأشرار إلى جهنم زمراً، في مشهد هائل يحضره الأنبياء والصديقون والشهداء الأبرار، والوجود كله يتجه إلى ربه بالحمد والثناء في خشوع واستسلام.
التسميَــة:
سميت "سورة الزمر" لأن الله تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة، وزمرة الأشقياء من أهل النار، أولئك مع الإِجلال والإِكرام، وهؤلاء مع الهوان والصغار.