* سورة الزخرف مكية، وقد تناولت أسس العقيدة الإِسلامية وأصول الإِيمان، "الإِيمان بالوحدانية، وبالرسالة، وبالبعث والجزاء" كشأن سائر السور المكية.
* عرضت السورة لإِثبات مصدر الوحي، وصدق هذا القرآن، الذي أنزله الله على النبيّ الأمي بأفصح لسانٍ، وأنصع بيان، ليكون معجزة واضحة للنبي العربي.
* ثم عرضت إلى دلائل قدرته تعالى ووحدانيته، منبثةً في هذا الكون الفسيح، في السماء والأرض، والجبال والوهاد، والبحار والأنهار، والماء الهاطل من السماء، والسفن التي تسير فوق سطح الماء، والأنعام التي سخرها الله للبشر ليأكلوا لحومها ويركبوا ظهورها.
* ثم تناولت السورة ما كان عليه المجتمع الجاهلي من الخرافات والوثنيات فقد كانوا يكرهون البنات، ومع ذلك اختاروا لله البناتِ سفهاً وجهلاً، فزعموا أن الملائكة بنات الله، فجاءت الآيات لتصحيح تلك الانحرافات، وردِّ النفوس إلى الفطرة، وإلى الحقائق الأولى القطعية.
* وتحدثت السورة بإِيجاز عن دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام، الذي يزعم المشركون أنهم من سلالته وعلى ملته، فكذبتهم في تلك الدعوى، وبينت الآيات أن إبراهيم أول من تبرأ من الأوثان.
* ثم انتقلت إلى تفنيد تلك الشبهة السقيمة، التي أثارها المشركون حول رسالة محمد عليه السلام، فقد اقترحوا أن تتنزَّل الرسالة على رجلٍ من أهل الجاه والثراء، لا على يتيم فقير كمحمد صلى الله عليه وسلم فجاءت الآيات لتقرير أن الجاه والثراء ليسا ميزاناً لكرامة الإِنسان واستحقاقه المناصب الرفيعة، وأن الدنيا من الحقارة والمهانة بحيث لو شاء الله لأغدقها على الكافرين ومنعها عباده المؤمنين.
* وذكرت السورة قصة "موسى وفرعون" لتأكيد تلك الحقيقة السابقة، فها هو فرعون الجبار يعتز ويفخر على موسى بملكه وسلطانه، كما يعتز الجاهلون من رؤساء قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون نتيجته الغرق والدمار.
* وختمت السورة الكريمة ببيان بعض أحوال الآخرة وشدائدها وأهوالها، وبيان حال الأشقياء المجرمين، وهم يتقلِّبون في غمرات الجحيم.
التسميَــة:
سميت "سورة الزخرف" لما فيها من التمثيل الرائع - لمتاع الدنيا الزائل وبريقها الخادع - بالزخرف اللامع، الذي ينخدع به الكثيرون، مع أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولهذا يعطيها الله للأبرار والفجار، وينالها الأخيار والأشرار، أما الآخرة فلا يمنحها الله إلا لعباده المتقين، فالدنيا دار الفناء، والآخرة دار البقاء.