انضمت هندوراس إلى بوليفيا وفنزويلا في تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة، فرفض رئيسها مانويل زيلايا قبول أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد لديها الذي كانت واشنطن قد سمته من قبل.
وقال زيلايا في مؤتمر صحفي في العاصمة تيغوسيغالبا إن قراره إرجاء قبول اعتماد السفير الأميركي الجديد يأتي دفاعا عن مبادئ التضامن مع بوليفيا في أزمتها الحالية مع الولايات المتحدة ولإسماع هذا الاحتجاج لدول العالم.
تأتي هذه الخطوة بعد قرار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إبعاد السفير الأميركي في كراكاس باتريك دادي وإمهالَه 72 ساعة لمغادرة البلاد، تضامنا مع بوليفيا.
كما هدد شافيز بالرد عسكريا في حال الإطاحة بحليفه الرئيس البوليفي إيفو موراليس بعد أن أكد وصول القاذفات الروسية الإستراتيجية تي يو-160 إلى بلاده هذا الأسبوع.
وقال وزير الإعلام الفنزويلي أندريس إيسارا للجزيرة من كراكاس إن علاقة الإدارة الأميركية الحالية بعدد من دول أميركا اللاتينية وصلت إلى أدنى مستوى لها في التاريخ. وأشار إلى ثلاث أزمات دبلوماسية تشهدها المنطقة حاليا.
وكان الرئيس البوليفي قد اتخذ إجراء مماثلا ضد السفير الأميركي لدى بلاده، متهما إياه بالمساهمة في انقسامات في بوليفيا حذرت الحكومة من أنها قد تؤدي إلى "حرب أهلية".
الرد الأميركي
وكما كان منتظرا أمرت واشنطن السفير الفنزويلي برناردو الفاريز الذي كان شافيز قد استدعاه، بمغادرة الولايات المتحدة. كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تجميد أموال ثلاثة موظفين فنزويليين بدعوى تورطهم في تهريب المخدرات إلى كولومبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إنه يأسف لطرد السفيرين الأميركيين من كراكاس ولاباز، وإن ذلك يعكس ما سماه ضعف ويأس رئيسي البلدين.
وأشار ماكورماك إلى أن السفير الفنزويلي الذي قال شافيز إنه سيستدعيه من واشنطن، "سيطرد" بدلا من أن يتم استدعاؤه.
وأكد أن الاتهامات الموجهة للسفير الأميركي لدى لاباز "لا أساس لها"، وقال إن طرده "خطأ جسيم أضر بشكل كبير" بالعلاقات الأميركية البوليفية بما فيها جهود مكافحة تهريب المخدرات.
وأمرت وزارة الخارجية بعد ذلك بطرد سفير بوليفيا في واشنطن غوستافو غوزمان.
وإضافة إلى أمر السفير دادي بمغادرة البلاد، أعلن شافيز الخميس أن حكومته كشفت عن خطة انقلاب رسمها عدد من ضباط الجيش الحاليين والمتقاعدين بموافقة أميركية سرية، إلا أن ماكورماك نفى ذلك.
أزمة بوليفيا
وعلى صعيد تطورات الأزمة في بوليفيا وافقت المعارضة على المشاركة في اجتماع مع حكومة الرئيس إيفو موراليس الاشتراكية في محاولة لتخفيف حدة التوتر السياسي في البلاد وإنهاء أعمال العنف التي أسفرت حتى الآن عن ثمانية قتلى وحوالي مائة جريح في غضون 48 ساعة.
فقد وافق ماريو كوسيو حاكم منطقة تاريخا الجنوبية الناطق باسم المعارضة التي تطالب بالحكم الذاتي، على التوجه مساء الجمعة إلى لاباز لإجراء مفاوضات.
ووصف كوسيو هذه المفاوضات بأنها تمثل الفرصة الأخيرة لإنجاح عملية المصالحة وإبعاد البلاد عن خطر المواجهة الوشيك.
وأوضح أنه حصل على موافقة الحكام الأربعة الآخرين المطالبين بالحكم الذاتي لمناطق بيني وباندو في الشمال وسانتا كروز وشوكيساكا بجنوب غرب البلاد.
وكان وزير الرئاسة خوان رامون كينتانا قد اقترح عقد هذا اللقاء لمحاولة الخروج من الوضع الحرج الذي تمر به بوليفيا منذ أيام.
وتحول قطع الطرق والمظاهرات العنيفة يوم الخميس إلى مواجهات دامية، كما استولت مجموعات من المعارضين على مبان رسمية وعطلت الحركة في مطارات.
وتطالب المعارضة الليبرالية بالحكم الذاتي لمناطق وترفض مشروع دستور الحكومة اليسارية والإصلاح الزراعي.