أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" حيال القتال الذي اندلع مؤخرا بين الجيش والمتمردين في المناطق التي مزقها الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
واندلع قتال عنيف بين قوات حكومية ومتمردين من التوتسي يقودهم الجنرال المنشق لوران نكوندا قبل أسبوعين في إقليم نورث كيفو، ما وجه ضربة شديدة لعملية السلام التي بدأت قبل ثمانية أشهر في الإقليم.
وقال مجلس الأمن في بيان "أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم الشديد حيال القتال بين جيش الكونغو والعناصر المسلحة التابعة للجنرال لوران نكوندا وما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية".
وقال المجلس إن القتال ينتهك اتفاق سلام تم التوقيع عليه في مدينة جوما بشرق البلاد في يناير/ كانون الثاني. وفي ذلك الاتفاق اتفقت قوات نكوندا وجماعات مسلحة أخرى في كيفو على "وقف كامل وفوري لإطلاق النار" وسحب القوات حتى يمكن نزع سلاحها وتسريحها وإعادة دمجها في الجيش النظامي.
وحث المجلس قوات نكوندا على وقف العمليات الهجومية والعودة إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها في 28 أغسطس/ آب وإعادة العتاد الذي استولت عليه من القوات الحكومية.
واندلع العنف الذي أذكته توترات عرقية في المنطقة الحدودية المضطربة، رغم أن الحرب التي دارت على نطاق أوسع في الكونغو بين العامين 1998 و2003 بسبب ثروات البلاد المعدنية قد انتهت من الناحية الرسمية.
وأفاد تقرير أعده هذا العام خبراء يراقبون حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في الكونغو بأن الجماعات المتمردة والمليشيات تواصل تمويل عمليات شراء الأسلحة بالأموال التي تحصل عليها من تجارة المعادن.
واضطر ما يزيد عن 850 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم بسبب القتال في نورث كيفو منذ أواخر العام 2006 في واحدة من أسوا الكوارث الإنسانية الناجمة عن صراعات في العالم.
وتشير التقديرات إلى مقتل 5.4 ملايين شخص منذ بدء الحرب في الكونغو.