قال البابا بنديكت السادس عشر في لقاء مع ممثلي الجالية اليهودية في فرنسا إن "معاداة السامية معادة للمسيحية". وحل البابا بفرنسا أمس في زيارة هي الأولى له إلى هذا البلد منذ توليه البابوية في 2005, بين أهدافها الدعوة إلى علمانية فرنسية أقل صرامة.
وقال متحدثا إلى ممثلي الجالية اليهودية في باريس إن "الكنيسة تعارض أي نوع من أنواع معاداة السامية التي لا يبررها أي تفسير لاهوتي", وحيا "الدور الجليل" لليهود في تاريخ فرنسا "ومساهمتهم العظيمة في تراثها الروحي", في كلمة اعتبر كبير حاخامات فرنسا السابق جوزيف سيتروك أنها تعبر عن "تقارب تاريخي بين اليهودية والكنيسة".
والتقى البابا بعد ذلك في معهد مشهور بوسط باريس نحو 700 شخصية فرنسية بينهم ممثلو الجالية المسلمة, وقال في كلمة ألقاها بالفرنسية إن كارثة ستصيب الإنسانية إذا أدارت ظهرها للدين.
الذكرى الثانية
وأدان البابا ما سماه "التشدد الأصولي" في كلمته التي جاءت تحديدا في الذكرى الثانية لخطاب شهير في ريغينسبورغ الألمانية قال فيه إن الإسلام انتشر بالعنف.
وقال ناطق باسم الفاتيكان إن التاريخ مجرد مصادفة, وإن ممثلي الجالية المسلمة كانوا بين وجوه دينية كثيرة التقاها البابا.
وقال عمدة مسجد باريس دليل بوبكر إن الخطاب كان مليئا بالثقافة, لكنه كان يأمل سماع أجوبة ملموسة عن الهوة التي تفصل بين المسلمين والمسيحيين.
المحظور الفرنسي
وقد استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته البابا في قصر الإليزيه في خطوة كسرت محظورا فرنسيا قديما, وقال هو إنه أقدم عليها تحديدا باسم "جمهورية فرنسا العلمانية".
وأثار استقبال البابا في الإليزيه حفيظة الحزب الاشتراكي و"الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية", حزب الوسط الذي يقوده فرانسو بايرو الذي ذكّر ساركوزي بقوانين فرنسا التي تحظر الخلط بين الدين والسياسة.
ساركوزي الحليف
ويبدو أن البابا -الذي يدعو إلى علمانية على الطريقة الأميركية تترك مجالا للدين في الحياة العامة- وجد حليفا في ساركوزي الذي يرى في علمانيةٍ فرنسية أقل صرامة مجرد اعتراف بجذور فرنسا المسيحية.
وحسب استطلاعات يعتبر 51% من الفرنسيين أنفسهم كاثوليكا, بعد أن كانت النسبة 80% في تسعينيات القرن الماضي, ويقول 10% منهم فقط إنهم يرتادون الكنيسة بانتظام.
وقاد البابا صلاة مساء أمس في كاتدرائية نوتردام استمع إليها نحو 40 ألف شخص, ويتوقع أن يتدفق خمسة أضعافهم اليوم على قداس في الهواء الطلق, قبل أن يواصل بنديكت السادس عشر جولته الفرنسية بزيارة قرية في جنوب فرنسا يعتقد الكاثوليك أن السيدة مريم العذراء تجلت فيها لقروية اسمها برناديت سوبيروس.