واصل عمال الإنقاذ جهودهم لإنقاذ العالقين بمنازلهم وإزالة الحطام من الشوارع الغارقة بالمياه في بلدات ولاية تكساس الأميركية جراء الإعصار آيك وسط معلومات بأن الخسائر البشرية التي نجمت عنه ارتفعت إلى 28 قتيلا.
وقال رجال الإنقاذ إنهم تمكنوا من رفع نحو 2000 شخص ممن تجاهلوا الأوامر بالمغادرة من بين حطام المنازل والشوارع الغارقة بالمياه في مدينة هيوستن، وجرى نقلهم بواسطة الحافلات إلى مراكز الإيواء في مدينتي سان أنتونيو وأوستن.
واستمرت السلطات المحلية في مدينتي بردج سيتي وغالفستون حملتها من منزل إلى منزل في الظلام أملا في الوصول إلى بعض من رفضوا المغادرة واستمروا بالبقاء بدون تيار كهربائي أو إمدادات غذائية.
ومع عودة الهدوء إلى الشريط الساحلي المتأثر بالإعصار كانت مروحيات فرق الإغاثة تحلق فوقه مسجلة وجود مناطق سكنية قد غمرتها المياه بالكامل بعرض مئات عدة من الأمتار.
وتضم فرق الإنقاذ والبحث أكثر من 50 مروحية وما يزيد عن 1500 فريق وباحث من الوكالات الفدرالية والمحلية.
وأدى الإعصار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أربعة ملايين شخص وعدد من مصافي تكرير البترول, في حين تراجعت حدة الفيضانات الناجمة عنه.
وكانت السلطات الفدرالية قد أقامت بقرار من الرئيس جورج بوش نقاطا لتوزيع مياه الشرب النقية والثلج ومليون وجبة يوميا.
وكان الإعصار الذي ضرب سواحل الولايات المتحدة الجنوبية يومي الجمعة والسبت قد تسبب في مقتل 28 شخصا خمسة منهم في غالفنستون وهي- جزيرة اصطناعية- بينهم شخص غرقت سيارته بالماء قرب المطار.
وقتل شخصان آخران في ولاية تكساس وأربعة في لويزيانا واثنان في تنيسي واثنان في إنديانا وثلاثة في ميزوري وواحد في أرنكساس وثلاثة في أوهايو.
هيوستن تتعافى
وفي مدينة هيوستن -رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة- انعدمت الحركة في الشوارع فيما اقتصر وجود التيار الكهربائي على قلب المدينة حيث يوجد أكبر المجمعات الطبية الذي سلم من الدمار.
ويتوقع أن يعاد اليوم فتح مطاري المدينة جزئيا أمام حركة الطيران وبينهما مطار جورج بوش القاري الذي يعتبر الأكثر نشاطا، في حين استمر إغلاق المدارس حتى إشعار آخر.
وقال عمدة المدينة بل وايت إنه يتوقع التحاق الموظفين اليوم بأعمالهم رغم انتشار الحطام في الشوارع وتكسر نوافذ المكاتب في المدينة التي يقطنها مليونا شخص.
وذكرت سنتر بوينت إنرجي -وهي الجهة التي تؤمن الطاقة للمدينة- أنها أعادت التيار الكهربائي إلى 380 ألف مستهلك فيما بقي 1.7مليون شخص بلا كهرباء.
الإفلات من الأسوأ
وكان حاكم تكساس ريك بيري قد أشار الى أن الولاية أفلتت من الأسوأ وإن أكبر عملية إغاثة بتاريخها بدأت بعد مرور الإعصار آيك الذي زرع الدمار على شريط ساحلي يمتد على 800 كيلومتر.
وتم إجلاء نحو 2.2 مليون نسمة عن تكساس وأكثر من 130 ألف نسمة عن ولاية لويزيانا المجاورة. ورغم صدور أمر الإخلاء الخميس بقي أكثر من مائة ألف نسمة مختبئين في منازلهم. وقد ندم كثيرون على عدم تلبيتهم النداء.
وأدى الإعصار إلى غرق مئات المنازل في لويزيانا وانقطاع التيار الكهربائي عن بعض مناطقها في حين كانت الولاية لا تزال تعالج الآثار الناجمة عن الإعصار غوستاف الذي ضربها قبل أسبوعين.