لقيت خطوة مساندة خمسة متضامنين أجانب ممن تبقوا من نشطاء قاربي كسر الحصار، لمزارعي سكان بلدة الفخاري المحاذية للشريط الحدودي جنوب شرق قطاع غزة، استحسان المواطنين وفخرهم بجهود المتضامنين في دعمهم من أجل إعادة اعمار أراضيهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم رمزية الخطوة فإن الحاج محمود شراب، يرى أنها بثت الأمل في نفوس المزارعين، وشجعت الكثيرين على الاستمرار في إعادة زراعة أراضيهم التي اعتاد الاحتلال تدميرها كلما أتموا فلاحتها وزراعتها بالأشجار من جديد.
وقال المزارع الفلسطيني "إن مشاركة المتضامين في زراعة أراضينا الحدودية أمدنا بدفعة معنوية قوية وجعلنا نشعر أن هناك في هذا العالم من يتألم لألمنا ويخاطر بنفسه في القدوم إلى هذه المنطقة من أجل مؤازرتنا ومساندتنا في معاناتنا".
وذكر الحاج شراب للجزيرة نت أن المزارعين في منطقة شرق الفخاري محرومون من الوصول إلى أراضيهم ويتعرضون لإطلاق النار كلما حاولوا الاقتراب لإعادة إعمارها، لافتا إلى أن الاحتلال أجهز على كل أشجار الزيتون واللوزيات التي كانت تعج بها المنطقة منذ خمسين عاما.
الحاج محمود شراب يحمل شجرة زيتون لدى استقباله المتضامنين في أرضه (الجزيرة نت)
دعوة للضغط
ودعا المزارع شراب الجماهير والفعاليات العربية للاقتداء بالمتضامنين، والضغط على حكوماتهم للتحرك ونصرة أهل غزة الذين لا زلوا يكتوون بنيران جرائم الاحتلال وحصاره المشدد.
من ناحيته رحب رئيس بلدية الفخاري حسن العمور بقدوم المتضامنين، واعتبرها مهمة جدا على صعيد تشجيع المزارعين ودعمهم معنويا، ولكنه في المقابل شكك في إمكانية أن تردع مثل هذه الخطوات الاحتلال وتمنعه من تكرار ممارسة جرائمه في البلدة وإعادة ترحيل أهلها وتدمير ممتلكاتهم.
وأكد العمور أن تجارب أهل البلدة السابقة مع القوات الإسرائيلية جعلتهم على قناعة أن الاحتلال لن يتردد في تجريف وتدمير الأراضي الزراعية مرة أخرى خلال ساعات بعد إعادة إعمارها.
وأوضح للجزيرة نت أنه رغم أجواء التهدئة التي يشهدها القطاع منذ ثلاثة أشهر فإن المزارعين لا يستطيعون العودة إلى نحو ربع أراضيهم الزراعية بالبلدة لأن الاحتلال يطلق النار على كل من يحاول الوصول إلى الأراضي التي تمتد على عرض خمسمائة متر على طول الشريط الحدودي.
متضامن ومتضامنة يسويان الأرض بعد زراعتهما شجرة برتقال (الجزيرة نت)
تعبير عن الرفض
من جانبه أكد المدير التنفيذي لاتحاد لجان العمل الزراعي بالقطاع والمسؤول عن تنسيق قدوم المتضامنين، أن الخطوة جاءت للتعبير عن رفض المزارعين والمتضامنين لعزل الاحتلال أراضي زراعية من القطاع على بعد يتراوح ما بين ثلاثمائة وخمسمائة متر على طول الحدود الشرقية للقطاع وتشكل نحو 24% من مساحة القطاع الزراعي في غزة.
وأشار المهندس محمد البكري إلى أن إصرار الاحتلال على منع المزارعين من الاقتراب من هذه المناطق يؤثر على الأمن الغذائي لسكان غزة، ويقع ضمن السياسة الإسرائيلية التي تهدف لتجويع وتركيع أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن المتضامنين الأجانب أرادوا من خلال مساعدتهم للمزارعين توجيه رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة، وأنه لن يتخلى عن أرضه مهما كانت الظروف والتحديات.
وأشار البكري إلى أنه رغم علم المتضامنين المسبق بخطورة القدوم إلى المناطق الحدودية التي تتعرض بين الفينة والأخرى لإطلاق النار من المواقع والأبراج العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على طول الشريط الحدودي، فإنهم أصروا على المجيء ومشاركة المزارعين همومهم.