يشهد كورنيش نيل القاهرة في ليالي رمضان تجمعات لعدد من الشباب الباحثين عن فرصة للنجومية حيث يقيمون حفلات مجانية يعزفون فيها ويغنون، إشباعا لرغباتهم وانتظارا لفرصة تنقلهم إلى عالم النجومية.
ويفترش العشرات كورنيش النيل وطرقات الحدائق والمتنزهات العامة وسلالم الجامعة بآلاتهم الموسيقية، يتجمعون دون ترتيب أو سابق اتصال بينهم، ويتعارفون أثناء لحن لأحدهم يستقطب باقي العازفين في المكان، فتبدأ صداقة جديدة بينهم.
الغيتار هو آلتهم المفضلة، والأغاني الشبابية فقط هي المسموح بها، تحدوهم آمال كبيرة في الوصول يوما للأضواء، لكنهم يشتكون دوما إهمال الدوائر الرسمية لموهبتهم التي قالوا إن عيبها الوحيد هو فقر المال وليس الموهبة.
آمال
محمد عمرو طالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب، عازف وملحن، يتردد على كورنيش النيل منذ ثلاث سنوات كون بعدها فرقته الخاصة ويستعد حاليا لتسجيل أولى أغانيه ويتمنى أن يقدم يوما لونا جديدا في الموسيقى.
ويروي عمرو للجزيرة نت، تعلقه بالمكان ورواده من بائعي الورود والجرائد والمشروبات الباردة الذين يعتبرهم جمهوره الوفي.
ويقول إنه يسعى مع فرقته الصغيرة لدخول إحدى مسابقات المواهب الفنية التي انتشرت مؤخرا وبشكل كثيف فى الفضائيات العربية.
لكن الملحن المبتدئ يشتكي من صعوبة التحاقه بنقابة المهن الموسيقية التي تمنح رخصة مزاولة النشاط الفني، لأنها تحتاج إلى واسطة كبيرة من أحد الفنانين، حسب قوله.
ويقول عمرو "حتى الحفلات التي نقيمها في الجامعة أو دور الثقافة نشعر خلالها بأننا مهددون لأنه ليس لدينا تصريح من النقابة بالغناء أو العزف".
صعوبات
أما محمد دياب الطالب بالفرقة الرابعة بأكاديمية الألسن والذي يغني ويعزف، فيعتبر النجم عمرو دياب مثله الأعلى، ويطلق عليه زملاؤه "دياب الصغير" ولا يستطيعون الغناء أو العزف بدونه.
وتحدث دياب، الذي لم يدرس الموسيقى بشكل أكاديمي، عن صعوبة التحاقه بمعاهد الموسيقى أو الدورات التدريبية التي تقدمها دار الأوبرا بسبب ارتفاع النفقات غير أنه ينتظر أن يحالفه الحظ في أي مسابقة مواهب بالفضائيات ليثبت موهبته.
ويعتقد دياب أن مزج الفنان بين التلحين والتأليف والغناء في وقت واحد يضعف مستواه كثيرا ويفقده بعض المصداقية عند الجمهور.
لذلك فهو رغم إجادته للعزف على الغيتار لم يتجه لتلحين أغانيه، ويقول إنه من الأفضل أن يعرفه الناس كمطرب صاحب صوت جميل وأن هذا أفضل من أن يحيرهم بين الغناء والتلحين.
يعزفون في الهواء الطلق بانتظار فرصة
(الجزيرة نت)
أما أحدث المنضمين إلى "كورنيش النجوم" كما يسميه رواده من الفنانين الصاعدين، فهو إبراهيم حسني، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام.
إبراهيم من أبناء الصعيد لكنه يدرس بالقاهرة ويحرص على القدوم يوميا إلى الكورنيش بصحبة آلته المفضلة الغيتار.
ويقول إنه تعرف على المكان قبل ثلاثة شهور أجاد خلالها العزف على الغيتار وأصبح لديه الآن أصدقاء كثيرون ولحنان من تأليفه.
وعن الوقت الذي يمضيه في المكان يقول إنه يصل إلى سبع ساعات يوميا ويتمنى أن يلتحق قريبا بفرقة موسيقية وأن يصبح ملحنا معروفا.
وتعد ظاهرة مزج الفنانين بين الغناء والتلحين والتأليف وأحيانا التوزيع الموسيقي، أكثر ما يميز الجيل الجديد من المطربين المصريين، ويرى كثيرون فيها استعراضا للمواهب وإضافة للفنان، لكن آخرين يعتقدون أنها سمحت بدخول ملحنين ومؤلفي أغان لا يملكون أصواتا جيدة في مجال الغناء.